شاهدتُ الحفلَ الذِي أقامَهُ أهالِي شدَا الأعلَى بمنطقةِ الباحةِ تحتَ رعايةِ صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأمير الدكتور حسام بن سعود أميرِ المنطقةِ بمناسبةِ افتتاحِ الطريقِ الرابطِ بينَ قريتَي الكبسةِ والسلاطين بشدَا الأعلَى، وهُو من المشروعاتِ البنَّاءةِ التِي يعودُ نفعُهَا على المنطقةِ والأهالِي بالخيرِ والفائدةِ.
إنَّ قيامَ أهالِي شدَا الأعلَى بهذَا المشروعِ علَى نفقتِهِم الخاصَّةِ يمثِّلُ الوطنيَّةَ بأجلَى صورِهَا، وبالتَّالِي يعكسُ مدَى تعاونِهِم المثمرِ معَ الدولةِ في تحقيقِ أحدِ المشروعاتِ الخدميَّةِ الهامَّةِ في المنطقةِ.
لقدْ أكَّدتُ وغيرِي فيهم هذِهِ المبادرةِ الرائدةِ، والتِي إنْ دلَّت فإنَّمَا تدلُّ علَى حبِّهِم لوطنِهِم وأرضِهِم وتعاونِهِم الوطنيِّ معَ الدولةِ، الذِين هُم السَّاعدُ الأيمنُ لهَا بعدَ اللهِ.
وأذكرُ أنَّ كثيرًا من أبناءِ بعضِ المناطقِ قامُوا بفتحِ طرقٍ مماثلةٍ، أذكرُ منهُم -علَى سبيلِ المثالِ لَا الحصرِ- بعضَ أهالِي سراةِ شعفِ بلقرنِ، والذِينَ قامُوا قبلَ عدَّةِ سنواتٍ بفتحِ طريقٍ ينحدرُ من شعفِ بلقرنِ إلى تهامة بجهودٍ ذاتيَّةٍ، وبمشاركةٍ من صاحبِ السموِّ الملكيِّ مستشارِ خادمِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ أميرِ منطقةِ مكَّة المكرَّمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز -يحفظهُ اللهُ- عندمَا كانَ أميرًا لمنطقةِ عسير.
* خاتمة: يظلُّ المواطنُ جزءًا لا يتجزَّأُ من كيانِ دولتِهِ الكبيرِ، يشاركهَا أفراحَهَا وأتراحَهَا، لذَا فلَا غرابةَ أنْ يقومَ البعضُ من المواطنِينَ (فرادَى أو جماعاتٍ) بتنفيذِ بعضِ المشروعاتِ الوطنيَّةِ على نفقتِهِم الخاصَّةِ، والعملُ الذِي قامَ بهِ أهالي شدَا الأعلَى بمنطقةِ الباحةِ، يمثِّلُ تعاونَهُم من جهةٍ، وتمتُّعهُم بمعطياتِهِ الخدميَّةِ من جهةٍ ثانيةٍ.
أتمنَّى علَى مواطنِي كلِّ منطقةٍ ممَّن وهبَهم اللهُ القدرةَ والاستطاعةَ التعاونَ معَ الدولةِ -أيَّدهَا اللهُ- في تنفيذِ بعضِ المشروعاتِ التِي يعودُ نفعُهَا عليهِم وعلَى الوطنِ بالخيرِ والفائدةِ حاضرًا ومستقبلًا...